حمل الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات الجيش الوطني الشعبي بعين الدفلى أول أيام عيد الفطر، "استعراضا إعلاميا" من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أكثر منه إثارة مخاوف الجزائريين بعودة نشاط التنظيم الذي فقد بريقه خلال الأشهر الماضية بسبب الضربات القوية التي تلقاها من قوات الجيش في عدة ولايات.
فشل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، في إثارة مخاوف الجزائريين بعودة نشاطه إلى الجزائر بعد تبنيه العملية الإرهابية التي استهدفت قوات الجيش الوطني الشعبي بعين الدفلى مساء الجمعة الماضي، رغم أن الاعتداء الإرهابي خلّف استشهاد 9 جنود حسب حصيلة وزارة الدفاع الوطني، ولم ينجح فلول التنظيم الذي فقد كوادره خلال الضربات الموجعة التي تلقاها من قوات الجيش على مدار السنوات الأخيرة حتى من استثمار الصدى الإعلامي لهذا الهجوم الذي تناولته مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
كما أن بقايا تنظيم درودكال الذي يبحث عن "تسويق" صورته من خلال "عمليات استعراضية دموية" بدءا من اعتداءات تيڤنتورين، وصولا إلى هجوم عين الدفلى، يؤشر على مخاوف التنظيم من انشقاقات جديدة في صفوفه لمبايعة تنظيم "داعش" الذي هدد قبل أيام بنقل نشاطه إلى الجزائر والقتال بها بعد تكفيره للجزائريين.
وفي هذا الصدد يقدم الخبير في الشؤون الأمنية أحمد ميزاب في حديثه مع "الصوت الآخر"، قراءة حول الاعتداء الإرهابي بعين الدفلى، حيث قال إن الخلايا الإرهابية النائمة في الجزائر حاولت تحقيق صدى إعلامي من خلال هذا الهجوم، بعد إحباط نشاطها من قبل قوات الجيش والضربات الموجعة التي تلقتها في السنوات الأخيرة، والتأكيد على أنها لا تزال موجودة للإعلام الغربي الذي روج لعودة نشاط التنظيم في الجزائر بعد أن تحدث عن كمين نصب لأفراد الجيش وهم عائدون إلى ثكنتهم في حين أن الرواية الرسمية تقول إن الجنود سقطوا خلال آدائهم لواجبهم أي أثناء عملية بحث وتمشيط بمنطقة جبل اللوح بسوق العطاف بولاية عين الدفلى بإقليم الناحية العسكرية الأولى، حيث تعرضوا لإطلاق نار من طرف مجموعة إرهابية، مشيرا إلى أن الإعلام الغربي أساء توظيف القضية.
وشدد ميزاب على ضرورة عدم إعطاء الهجوم أكبر من حجمه رغم الحصيلة الكبيرة التي خلفها على مستوى ضحاياه، حتى لا تركب القاعدة هذه الموجة، خاصة مع احتمال تنفيذ اعتداءات إرهابية جديدة خلال الأيام القادمة، حيث تبقى الجزائر مستهدفة من القوى ذاتها التي استهدفت ليبيا وتونس التي تسعى جاهدة لبعث الحياة في الخلايا الإرهابية النائمة.
غير أن الخبير الأمني، أكد أن حادثة عين الدفلى لن تنقص من نجاحات الجيش خاصة في ظل الإستراتيجية الأمنية التي يعتمدها، مضيفا أن قوات الجيش ستكثف من عملياتها للقضاء على الإرهابيين الذين لا يزالون ينشطون في الجبال.
بالمقابل قال الخبير الأمني عمر بن جانة، إنه بالرغم من قناعة التنظيمات الإرهابية في الجزائر بفشلها في ضرب البنية التحتية للجيش الوطني، وزعزعة الأمن والاستقرار إلا أنها لا تمل ولا تكل من تكرار عملياتها الإرهابية ضد قوات الجيش والدرك والشرطة كلما أتيحت لها الفرصة.
ويرى بن جانة أن الهدف من هذه العمليات التي لا يخطط لها كونها مرهونة بفرص تنفيذها، هو تحقيق "هالة إعلامية" و"إثبات وجود" أكثر منه بسط التنظيم الإرهابي نفوذه على أرض الجزائر خوفا من بروز تنظيمات جديدة تزاحمه في ذلك.
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire