يسرنا إبلاغكم بأننا افتتحنا صفحة جزائر كوم على الفيس بوك ويسعدنا انضمامكم إليها بالضغط على "أعجبني" أو "like" في الصفحة نفسها لكي تتمكنوا من متابعة آخر منشوراتنا.

>

lundi 3 août 2015

الوجه الآخر لـ"دولة الخلافة" بالموصل.. معاناة وأزمات نفسية

بواسطة : Benamar بتاريخ : 09:01


بدا الجسر الثالث الذي يربط ضفتي نهر دجلة الذي يقسم مدينة الموصل إلى جزأين شرقي وغربي، والذي خيم عليه الظلام شهوراً طويلة؛ بأجمل طلة في إصدار "يوم الجائزة"، الذي نشره تنظيم "الدولة" عقب عيد الفطر، حيث أظهر التنظيم من خلال التسجيل أنه قد اعتنى بالجسور الخمسة التي تحتضنها المدينة، وعمد إلى إضاءتها وإنارتها حتى بات ليلها كنهارها في منظر جميل لم تشهده المدينة منذ سنوات.
ليت حال المدينة كحال الجسور، هذا ما ردده أحد النازحين وهو يشاهد هذا الإصدار، وعقب أبو عمر أن "إنارة الجسور في الحقيقة لن تحجب الأوضاع المأساوية التي يعيشها الناس، كما أنها لن تستطيع إخفاء ما فعله التنظيم في المدينة وأهلها".
- ارتباك نفسي
يعيش الموصليون حالة من الرعب والقلق النفسي المستمر، بهذه الكلمات بدأ الطبيب محمد يحيى حديثه لـ"الخليج أونلاين"، مضيفاً: "الإجراءات التعسفية والملاحقات غير المنطقية خلقت حالة من الارتباك النفسي داخل الشخصية الموصلية، حتى باتت عشرات العوائل تخرج يومياً باتجاه تركيا أو بغداد بطرق غير شرعية، دافعة مقابل ذلك مبالغ مالية طائلة بالإضافة إلى المخاطرة الكبيرة". الشاب وضاح ذو العشرين ربيعاً، تكلم بعبارات تخللتها نبرة متحشرجة وعيون لامعة وتعبيرات الوجه تعطي صورة أكثر وضوحاً عمّا يكمن بداخله من انزعاج شديد، وهو ينتقد بحديثه النقاط الإعلامية المنتشرة في المناطق الرئيسية من المدينة كالمجموعة الثقافية والدواسة وغيرها، قائلاً إنها نقاط "تعليم فنون القتل والتعذيب".
ويضيف وضاح في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "يتجمع الناس حول الشاشة التي وضعت أمام عشرات الكراسي بشكل طوعي مرة وبشكل إجباري مرات أخرى، ليشاهدوا تنفيذ الحدود المختلفة أو العمليات العسكرية أو ما يطلق عليها "الغزوات"، التي ينفذها التنظيم، كما يُعرض في هذه النقاط حدود القصاص بالجواسيس الذين يغذون القوات الأمنية التابعة لبغداد بالمعلومات".
- أزمات نفسية
من جانبه ذكر د.محمد من أهالي مدينة الموصل، أن "التنظيم تفنن بطرق التضييق على الناس ومحاسبتهم"، واصفاً كسر إبهام مدخن السجائر "بالعمل الجنوني"، ويضيف: "هذه الظواهر شكلت عقداً نفسية عند الكثير من سكان الموصل، بالإضافة إلى أزمات نفسية أخرى لا أرى أنها ستُحل بمجرد خروج التنظيم من المدينة مستقبلاً".
ويستطرد في حديثة متردداً في ذكر اسمه الصريح: "التغيرات النفسية التي طرأت على الأطفال بشكل خاص في غاية الخطورة، فالمناظر اليومية التي تتكرر أمامهم سواء من الإصدارات المرئية، أو مشاهد تنفيذ ما تسمى بـ"الحدود أو القصاص" التي تحدث في الشوارع، جعلت الطفل يستسيغ مناظر القتل والذبح، في حين تحولت طباعهم النفسية إلى العدوانية والانتقامية بشكل ملفت للنظر".
- تضييق
التضييق في كل شيء حولك سواء كنت تملكه أو لا تملكه، هكذا بدأ أبو محمد وهو يصف حال الجوامع في المدينة، ويضيف: أن "الجوامع التي من المفترض أن يفضي إليها المسلمون للراحة والعبادة لم تعد كذلك"، مشيراً إلى "وجود أعين للتنظيم داخلها، وأن المنابر هي الأخرى باتت أسيرة، فلا تسمع على المنبر أي كلام خارج ما يقرره الحكام الجدد (بحسب تعبيره)، أما من يستنكر من الخطباء أو يطالب أو حتى ينصح فأول عقوبة تنتظره، إبعاده عن المنبر أو إبعاده عن الحياة كلها".
طه الحمداني، الأستاذ في جامعة الموصل، قال: إن "تنظيم "الدولة" يعمل على وضعنا داخل سجن كبير اسمه الموصل"، مضيفاً: "التنظيم يحارب من يريد الخروج إلى مكان آخر، ويصادرون بيت من يخرج من المدينة بالطرق غير الشرعية كما يصفونها"، مشيراً إلى أنه "في اليومين الأخيرين صادر تنظيم "الدولة" ما يقارب 14 منزلاً معظمها لأطباء وأساتذة جامعيين".
ويعاني سكان الموصل من الوضع الداخلي للمدينة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والأمني بعد استيلاء تنظيم "الدولة" عليها، بالإضافة إلى عدد من المدن والمحافظات العراقية في يونيو/ حزيران من السنة الماضية، والتي لا يزال يفرض سيطرته عليها، وأعلن بعدها ما يسميها بـ"دولة الخلافة"، في حين يرى بعض السكان أن المدينة تعيش بحالة أفضل ممّا كانت عليه سابقاً عندما كانت الجيش العراقي يفرض سيطرته عليها.

Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire

الحدث

Fourni par Blogger.

أرشيف المدونة

+G

.

جميع الحقوق محفوضة لدى | السياسة الخصوصية | Contact US | إتصل بنا