ساركوزي: لم أنتقد الجزائر.. وأطراف أولت تصريحاتي بتونس وحورتها

بعد التصريحات المثيرة التي تهكم فيها على موقع تونس وتأثيره على الأمن بها 

 فسر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في التصريحات التي أدلى بها سابقا بخصوص تأثير موقع الجزائر على تونس، في استتباب الأمن بهذه الدولة، خلال زيارة قادته إلى تونس، حيث أحدثت هذه التصريحات ضجة كبيرة، وردود فعل مختلفة من الجزائر وتونس، هذه الأخيرة التي رفضت أن يستغل ساركوزي زيارته إليها لضرب "دولة شقيقة".

وأوضح ساركوزي الذي شنت ضده حملة انتقاد واستنكار كبيرة، في أعقاب تصريحاته، أنه تفاجأ للتأويل الذي توصل إليه "البعض"، وذكر في حوار لمجلة "فالور اكتيال" الفرنسية، ردا على سؤال تعلق بالجدل الذي صاحب ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي نشطه بتونس، بخصوص ما قاله عن الجزائر، "لقد تفاجأت لأنني لم أقصد انتقاد أي طرف، خصوصا الجزائر التي لدي صداقة عميقة معها كما يعلم الجميع".

وأضاف: "بكل صدق، أعتقد أن ما قلته لا يستحق كل هذا الجدل وهذه التأويلات التي قام البعض بتغذيتها". وحاول ساركوزي الذي تحدث مطولا إلى المجلة الفرنسية، في حوار من سبع صفحات تناول عديد الملفات، تفسير ما رغب في قوله لدى زيارته في العشرين جويلية المنصرم إلى تونس حين قال: "تونس لديها حدود مع الجزائر، ومع ليبيا وهذا ليس جديدا، أنتم لم تختاروا هذا الموقع".

وكان زعيم حزب الجمهوريين، يتحدث عن الوضع الأمني بالمنطقة، قبل أن يضيف أنه من الضروري مناقشة ملف مستقبل الجزائر في إطار الاتحاد الأورو متوسطي، قبل أن يخص ليبيا التي وصفها بـ "الحزينة"، بتحليل عاد فيه إلى فترة تسيير القذافي للبلاد وما انجر عنه، مما سماه النظام الدكتاتوري"، إذ أبرز في الحوار المنشور أمس: "عندما تكون هناك مشاعر عميقة وآمال قوية تكون هناك ردود فعل، وأحدد هنا أن ما قصدته هو أن هذه الدول تخوض حربا ضد الهمجية وأنه من واجبنا مساعدتهم، وأن تونس لا يمكنها أن تنجح لوحدها، كما أنه في حالة خسارة هذه الحرب سنفقدها معها لأن تونس تبعد 800 كيلومتر عن نيس".

وأضاف: "إن الأمر يتعلق بحرب ضد الحضارة ومرة أخرى وعلى البحر الأبيض المتوسط يبنى مستقبل حضارتنا..

هذا ما وددت قوله لا أكثر ولا أقل وهذا ما أؤمن به عميقا"، يؤكد ساركوزي. واعتبرت تصريحات ساركوزي تهكما على موقع تونس الموجودة بين الجزائر وليبيا، وفهم من كلامه أنه من سوء حظ تونس أنها موجودة بين بلدين خطيرين من الناحية الأمنية، وقد علق وزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة على تصريحات زعيم الجمهوريين من باريس، بالقول إنها جاءت في غير محلها وهي غير مرحَب بها، في أول رد فعل رسمي من السلطات الجزائرية حيال موقف وصِف بـ"المستفز".

وأضاف: "إنه أمر مشروع أن نطرح، بهذا الخصوص سؤالا يتعلق بما إذا كانت الأفكار الاستعمارية بصدد العودة من جديد، بعد أن أقصاها التاريخ تماما، وذلك عبر مواقف عقيمة تستهدف التلاعب بالجغرافيا". من جانبه، نفى الأمين العام لحركة نداء تونس، محسن مرزوق، عن ساركوزي أي إساءة في حق الجزائر، وقال لـ "الشروق" سابقا إنه جرى تأويل وتحريف لتصريحات ساركوزي، مؤكدا أن التونسيين سيقطعون يد من تسيء إلى الجزائر.

القراءة من المصدر