بن غبريط: لم أستقل من وزارة التربية
كذّبت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، الأربعاء، ما تمّ تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول خبر تقديم استقالتها بتاريخ 5 أوت للوزير الأول عبد المالك سلال، حيث كتبت تعليقا مُقتضبا على حسابها على موقعيْ "تويتر" و"الفايسبوك" مضمونه ".. أُكذب الإشاعة الجديدة فيما يتعلق باستقالتي.."، وانهالت عقب التعليق ردود مختلفة من مُتتبّعيها، بين مرحب ببقائها، ومتشائم، فيما تمنى غالبية المُعلقين أن يكون خبر إدراج "العامية" في التدريس هو إشاعة أيضا، علما أن إشاعة تقديم وزيرة التربية استقالتها والتي يُجهل مصدرها، انتشرت بسرعة البرق بين الجزائريين، بسبب الحملة الشعبية الواسعة ضد توصيتها بتدريس "العامية".
إلى ذلك، يبدو أن ملامح الفترة المقبلة ستكون صعبة على الوزيرة، التي استأنفت عملها أمس حسب ما علمته "الشروق"، عائدة من عطلة كانت قصيرة، حيث تنتظرها ملفات كثيرة، أهمها لقاءاتها مع نقابات التربية العشر ابتداء من 25 أوت المقبل، يليها مباشرة الدخول الاجتماعي المقرر بتاريخ 6 سبتمبر لجميع تلاميذ الوطن، ويسبقه دخول الإداريين، ثم الأساتذة بتاريخ 1 و3 سبتمبر على التوالي.
ويتوقع ملاحظون أن يشهد الدخول المدرسي المقبل هدوءا نسبيا مع الشريك الاجتماعي مقارنة بالمواسم الفارطة، فماعدا تلويح موظفي المصالح الاقتصادية بشنّ إضراب في حال تجاهل مطالبهم العالقة، لم تتبيّن بعد مواقف النقابات المتريّثة، فالبعض أجّل موقفه إلى ما بعد اللقاء مع الوصاية نهاية أوت الجاري، وآخرون ينتظرون نتائج لجنة إصلاح اختلالات القانون الأساسي للتربية الوطنية.
ويبدو أن الوصاية ستعمل على تهدئة الأجواء مع الشريك الاجتماعي لضمان دخول اجتماعي سلس، والتفرغ لاحتواء مخلفات موضوع العامية.
فيما ستركن النقابات للهدوء، بعد ما وجدت نفسها متهمة من الشارع "بالهرولة" نحو المطالب المالية وتجاهل موضوع العامية، وهو ما فنّدته مختلف النقابات عبر بيانات أصدرتها طيلة أوت الجاري.
فمجرد تلويح بالإضراب قد يؤجج أولياء التلاميذ المشحونين مسبقا بموضوع الدارجة.
لكن الدخول المدرسي لن يكون مستقرا، فحُجرات الأقسام النهائية ستعرف اكتظاظا كبيرا بسبب العدد الكبير لراسبي البكالوريا أكثر من 450 ألف معيد، كما قد يتأخر توزيع الكتاب المدرسي والمنحة بسبب تلويح المقتصدين بالإضراب.
وبالمقابل ستضمن مديريات التربية التحاق جميع الأساتذة بمناصبهم، خاصة الناجحون الجدد، لأنهم مهددون بالفصل نهائيا في حال تغيبوا لأكثر من 15 يوما.
في السياق، وصف رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "سناباست" مزيان مريان لـ"الشروق"، الدخول الاجتماعي المقبل "بالثقيل جدا"، لأنه يأتي على وقع انهيار صرف الدينار وسياسة التقشف، وما يصاحبهما من زيادة في أسعار المواد الاستهلاكية وخاصة الألبسة والأدوات المدرسية المستوردة، واستبعد محدثنا لجوء النقابات لتصعيد الأمور مع الوزارة، معتبرا أن موضوع "العامية" أخذ أكثر من حجمه، لأنه "مجرد توصية من بين 200 توصية خرجت بها ندوة تقييم اصلاح المدرسة وليست قرارا نهائيا"، مستغربا انتشار إشاعة استقالة الوزيرة، محملا أطرافا تحاول "التشويش" على القطاع. والمسؤولية تتحملها - حسبه - الحكومة التي تتجنب التصريح فيحتدم النقاش والغموض في الشارع.
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire