وبعدما تكلم السفير وتكلم انفجر باكيا.. نعم بكى السفير الوقور بكاء الأطفال على حال الجزائر.. وراح يردد سؤالا واحد: ..لماذا؟ لماذا تفعلون هذا؟ أليست بلدكم؟ أليست أرضكم؟... وكان الرجل يريد أن يخاطب حكومتنا.. لكنه لم يجد أمامه الا بعض ضعاف الحيلة من الصحفيين المجتمعين حوله على مائدة عشاء؟ ولم ينبس أي منا ببنت شفة.. فماذا يمكن أن تقول في موقف كهذا.. غادر السفير الجزائر إلى بلاده، وبقيت الحادثة جرحا في الذاكرة وغصّة في الحلق.. ومرت أيام وسنوات وإذا بسفير جلالة إمبراطور اليابان ينشر رسالة وداع للجزائريين على صفحات يومية ليبرتي...
وسرعان ما تقلفتها جماعة من الفايسبوكيين تداولوا الرسالة بكثير من الإعجاب والانبهار... واعتبروها شهادة لا بد أن نعتز بها! فسعادة السفير قال لنا إن أول ما علق بذهنه عن الجزائر هو الضوء أو الضياء.. تخيلوا إعجابا كهذا من سفير دولة توصف بأنها أمبراطورية الشمس المشرقة! ثاني المعجزات هو التراب أو الأرض الخصبة.. وهذا كلام صادر عن رجل اخترعت بلاده الزراعة بلا التربة... كثير من مزارعهم أحواض من المحاليل حيث النباتات معلقة في الهواء.! سعادة السفير أعجب ثالثا وأخيرا بالتاريخ.. تاريخ الجزائر... التفاتة مميزة من سفير أقدم أسرة إمبراطورية على وجه الأرض... من اليابان حيث تفاصيل الحياة اليومية من أكل وشرب ولباس... عمرها أكثر من ألف عام..! سعادة السفير قال إنه أمضى كثيرا من الوقت في حديقة بيته يرسم ويزرع الخضروات اليابانية... ويبدو أنه باستثناء متابعة وقائع حادثة تيڤنتورين لم يكن لديه كثير من الأعمال.. فكتب كتابا عن تاريخ العلاقات بين الجزائر واليابان... شخصيا فهمت أن السفير بديبلوماسية راقية وأدب ياباني رفيع قال لنا .. لم تفيدوا كثيرا من شمسكم الساطعة وأرضكم الخصبة.. مازالت طبيعتكم مجرد متعة للعين.. ولا شيء يثير اهتمام الغير بكم.. سوى بعض الفلكلور... أنتم خارج الحاضر وبلا مستقبل.. وهو ما قاله لنا سفير كوريا قبله ببضع سنوات في جلسة مغلقة وسط دموع ونحيب..
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire