يسرنا إبلاغكم بأننا افتتحنا صفحة جزائر كوم على الفيس بوك ويسعدنا انضمامكم إليها بالضغط على "أعجبني" أو "like" في الصفحة نفسها لكي تتمكنوا من متابعة آخر منشوراتنا.

>

samedi 3 octobre 2015

أحزاب تستغل الوضع الاقتصادي "الصعب" لتأليب الشارع

بواسطة : Benamar بتاريخ : 15:07

5 أكتوبر بطعم التقشف وأزمة برميل النفط.. 


تعود ذكرى أحداث الخامس أكتوبر 1988 هذا العام، وسط ظروف اقتصادية مشابهة لما كانت عليه طيلة العقدين الماضيين، حيث البلد يمر بأزمة مالية تدق نُذر معركة اقتصادية طويلة الأمد.
وبخلاف الوضع الاقتصادي المشابه فإن الحالة السياسية مغايرة تماما لوضع الثمانينيات، إذ ترافق ذكرى الخامس أكتوبر هذه المرة تساؤلات ومناطق ظل أوجدتها التغييرات القوية التي أحدثتها السلطة على المنظومة الأمنية والعسكرية في الجزائر، ما فجّر نقاشا حادا بشأن مستقبل وطبيعة الحكم في البلاد بعدما أزاح الرئيس أقوى الشخصيات العسكرية التي ظلت ماسكة بزمام الأمور على مدار ربع قرن، وربما هي نفسها التي كانت تتطلع إلى مغادرة بوتفليقة الحكم.
وسط هذه المتغيرات دعت بعض أحزاب المعارضة المواطنين للخروج إلى الشارع احتجاجا على سياسة التقشف المعلنة من طرف الحكومة، في أعقاب تراجع أسعار النفط، دعوة تتزامن وذكرى أحداث الخامس أكتوبر التي غيّرت مسار توجهات السلطة من الأحادية إلى التعددية عام 1988، وما أعقب ذلك من إصلاحات سياسية واقتصادية قادها الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد وترجمها دستور فيفري 1989، لكن الأمر ـ اليوم ـ مختلف تماما عما كانت عليه الأوضاع قبل 28 سنة، فضلا عن أن الدعوة الصادرة عن حزب الأرسيدي لا تحظى بالقبول الشعبي لعدة اعتبارات أبرزها ضعف الامتداد الشعبي لحزب مثل الأرسيدي الموصوف بالفئوية والجهوية، في وقت قد يفضل فيه الكثير من الجزائريين المكوث في منازلهم لمتابعة أحوال الطقس، على السير وراء تشكيل سياسي يحاول توظيف الظروف الصعبة التي يمر بها المواطن بطريقة غير نظيفة حتى لا نقول شيئا آخر.
مشكلة المعارضة في الجزائر أنها تبنت في وقت سابق السياسة نفسها التي تندد بها، الأرسيدي دعا ذات يوم على لسان زعيمه سعيد سعدي عشية إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في أفريل 1999 إلى دعم الرئيس بوتفليقة في اتصال مباشر بثه التلفزيون الرسمي في نشرة الثامنة، من إحدى عواصم الدول الإفريقية التي كان متواجدا فيها للمشاركة في مؤتمر دولي، وانخرط سعيد سعدي بوزرائه في حكومة بوتفليقة، فقط لأن الأفافاس غادر بواسطة زعيمه التاريخي آيت أحمد سباق الرئاسيات، الأمر ينطبق تماما على جل رموز المعارضة فحمس انغمست في تحالف رئاسي طويل الأمد مع الرئيس بوتفليقة وشاركت حكومته القرار والسياسة، ربما هي نفسها الحكومة التي قادها علي بن فليس المعارض الشرس اليوم لبوتفليقة، تماما مثلما قادها أحمد بن بيتور، وطيف من الإسلاميين في حركة النهضة.
مشكلة الأحزاب المعارضة في الجزائر أنها تتجاهل مسؤوليتها في تمييع العمل السياسي، فهي من سارت على طريقة الأفلان والأرسيدي في التواصل المناسباتي، وهي من تحالفت مع حزبي السلطة في الكثير من المناسبات لأغراض حزبية لم تراع فيها المصلحة العامة لذلك لا تحظى اليوم بأي تجاوب من لدن المواطن في الجزائر.
لقد خبر الكثير من الجزائريين الأوضاع الصعبة بل والمأساوية التي أفرزتها موجة ما سمي بالربيع العربي، حيث ليبيا وهي الجارة على الحدود الشرقية تتخبط في أزمة صنعتها "الثورة" و"التغيير العنيف" والقتل المبرمج، ومنطق تدمير الذات، تماما مثلما تتخبط اليمن في أتون حرب لا نهاية لها، بينما تفككت سوريا بفعل المنطق التدميري نفسه الذي أسال أنهارا من دماء السوريين من مختلف الأعراق والمذاهب والديانات. والأرسيدي صاحب الامتداد الغربي وغيره من أطياف المعارضة فشل في تقديم البدائل العملية والحقيقية للخروج من الأزمة، وهو بذلك لا يمكن أن يكسب قلوب وتعاطف المواطنين مع دعوته التي يريد من خلالها فتح أبواب الجحيم عليهم، كما أن الأرسيدي من طبيعته التموقع خارج دائرة السلطة لمجرد أن غريمه التاريخي الأفافاس إلى جانبها أو في هدنة معها.
المعارضة تركب اليوم بساط "الريح" في محاولة يائسة لتوظيف انهيار أسعار النفط وسياسة التقشف، لكنها تتجاهل أن براميل النفط الفارغة لا تخلف سوى الضجيج وهو أمر يفهمه الشارع الذي يريد التخلص من الاستعمال السياسي لمشاكله، ومثلما فقد ثقته في السلطة، فقدها أيضا في المعارضة التي تجري وراء السراب على بساط "الريح".




Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire

الحدث

Fourni par Blogger.

أرشيف المدونة

+G

.

جميع الحقوق محفوضة لدى | السياسة الخصوصية | Contact US | إتصل بنا