يسرنا إبلاغكم بأننا افتتحنا صفحة جزائر كوم على الفيس بوك ويسعدنا انضمامكم إليها بالضغط على "أعجبني" أو "like" في الصفحة نفسها لكي تتمكنوا من متابعة آخر منشوراتنا.

>

jeudi 8 septembre 2016

اللغة العربية وأجندات بن غبريط التغريبية والغريبة

بواسطة : Benamar بتاريخ : 15:05

  

لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع ونرى في الفضائيات ونقرأ في مختلف الجرائد اليومية عن أنباء الخرجات التغريبية والغريبة والموقوتة للوزيرة رمعون بن فبريط. فتارة خرجة وضع اللغة الدارجة أي العامية مكان اللغة العربية أي الفصحى في التعليم الابتدائي (سنة أولى والثانية) والتي أثارت جدلا واسعا واستنكارا قويا من طرف الكثير سواء كان نقابات تابعين للتربية أو جمعيات مدنية كأولياء التلاميذ. ثم تلتها خرجة ألعن من الأولى وهي الاختيار بين الأمازيغية والتربية الإسلامية وكأن الأمازيغية دين أو عقيدة وهذا للوصول من أجل حذف مادة التربية الإسلامية. وأخيرا وليس آخرا الدعوة إلى تدريس المواد العلمية من رياضيات وفيزياء وكيمياء وتكنولوجية باللغة الفرنسية بدل العربية معللة بذلك أن التلميذ الجزائري يدرس كل هذه المواد ومواد أخرى من الابتدائي إلى الثانوي بالعربية وعندما يمر إلى الجامعة يصطدم بالتدريس باللغة الفرنسية وهنا يجد صعوبة في استيعاب وفهم الدروس.وهذه هي الطامة الكبرى وهي أن اللغة العربية هي السبب الأول والأخير في رسوب الطالب وانحطاط مستوى التعليم في كل الأطوار من الابتدائي إلى الجامعي مرورا بالمتوسط ثم الثانوي. واليوم يحدث في الجزائر مالم في أي بلد في العالم يحترم هويته ودينه ولغته حيث تعيش اللغة الأم ردة وانتكاسات وتراجعات حتى في المراحل التعليمية ما قبل الجامعي.

مما لا شك فيه أن لبن غبريط أجندة وخارطة طريق تمشي عليها عن طريق اقتراحات وأفكار لتغيير شيء ما على شكل بالونات تجارب تطلقها من حين لآخر وتنتظر ردود الأفعال. فإذا كان الرد قويا تسترجع وتقول أنا لم أقل شيئا بل هذه إشاعات وتنفي بشدة ما قالته سابقا وإذا كان الرد غير قوي ومن أفراد لا يشكلون بالنسبة لها تهديدا، تستمر في إحيائها وعملها وتصرح أنني سأقدم هذا المقترح إلى مجلس الوزراء ليدرسه ويفصل فيه. والغريب أننا لم نسمع لحد الآن أحدا من وزرائنا المحترمين نطق بشيء وكأن هذا الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، وأن القضية ليست قضية مصير أجيال بل قضية مصير أمة بكاملها، حتى نوابنا المحترمون سوا أكانوا في مجلس الأمة أو مجلس الشعب الوطني لم ينطق أحد ببنت شَفَة كما يقولون. أضف إلى ذلك السكوت التام والمطبق من المجلس الأعلى للغة العربية1، والمفروض أنها الهيئة الأولى المسؤولة عن المحافظة عن اللغة العربية2 غير أنني وأنا أكتب هذه السطور فاجأتني جريدة الشروق اليومي يوم 31/07/2016 بأول رد فعل رسمي من وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الطاهر حجار.

إذا كانت السيدة الوزيرة تجرأت وتحدت الكل فهي كما أسلفنا تتبع أجندتها وفق ما جاء فيما يسمى بلجنة إصلاح المنظومة التربوية والتي كانت من أبرز أعضائها النشطين والتي أنشأت سنة 2001 وكان يشرف عليها في الأول البروفيسور عبد الرحمن حاج صالح صاحب مشروع الذخيرة العربية ثم أزيح منها لسب أو آخر ليتولى رئاستها فيما بعد البروفيسور بن زاغو بن علي. وكان من بين توصيات هذه اللجنة هو إعادة تدريس بعض المواد العلمية في المدرسة الجزائرية باللغة الفرنسية وهتا الرجوع بنا إلى المربع الأول كما يقولون أي العهد الذي كانت عليه الجزائر غداة استرجاع سيادتها وكرامتها. وكان الرد على هذه اللجنة دقيقا وصريحا لوقف هذه العملية الإجرامية في حق العربية قام به الوزير الأسبق الدكتور علي بن محمد الذي أسس هو الآخر لجنة سماها لجنة المدرسة الأصيلة والعصرية للوقوف أمام هذا التيار المخرب. غير أن هذه اللجنة لم تجد من يقف معها ويشد أزرها من المسئولين وصناع القرار. وإذا كان التدريس في المدرسة الجزائرية وباللعة العربية بمستوياتها الثلاثة رغم كل العراقيل والدسائس والمؤامرات قد قفز نوعا وكما وأكبر دليل على ذلك هو نجاح تلامذتنا في المسابقات العالمية بحيث شارك فوج متكون من أربعة تلامذتنا في الأولمبياد العالمي الذي أقيم في هونغ كونغ والذي شارك فيه تلاميذ من 107 بلد و الثاني المشارك في الأولمبياد المتوسطي بروما المتكون أيضا من أربعة و الذي شارك فيه 16 بلدا. وانا بدوري أهنئهم وأهنئ مدربيهم وعلى رأسهم مليك طالبي والمفتشين المرافقين له2.

ومن المفارقات العجيبة أن هؤلاء النوابغ الثمانية درسوا في المدرسة الجزائرية وباللغة العربية. إذن فالمشكلة لا تكمن فى اللغة بقدر ما تكمن فى عزيمة التلميذ أو الطالب. أما التدريس في الجامعة كان على نقيض ذلك.وأود هنا أن أذكر السيدة الوزيرة أنه في سنة 1990 قام وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق السيد مصطفى شريف آنذاك بإنشاء ما يسمى باللجنة البيداعوجية لتدريس العلوم والتكنولوجيا باللغة العربية على مستوى الوزارة، وتفرعت عن هذه اللجنة لجان فرعية، وكان من مهامها تنظيم وإعداد الشروط اللازمة لتدريس المواد العلمية باللغة العربية. وبالفعل بدأنا بتدريس العلوم الدقيقة من رياضيات وفيزياء وكيمياء بالعربية في السنة الأولى وقام الديوان للمطبوعات الجامعية بطبع كنب بالعربية في مجالات عديدة وبالترخيص من دور النشر في الدول العربية. و لكن كما يقال تجري الرياح بما لا تشتهى السفن. فقد عين الوزير سفيرا واستبدل بوزير آخر وهذا الأخير ضرب كل ما قامت به اللجان عرض الحائط ولم يكمل المشوار كما بدأه سلفه وعادت حليمة إلى عادتها القديمة

وأود بهذه المناسبة أن أشير أنه من خلال تجربتي الطويلة في تدريس مادة تكنولوجيا النفط ومن دفاعي وغيرتي عن اللغة العربية وهذا ليس تعصبا قمت بإعداد كتاب في هذه المادة وسلمته للمجلس الأعلى للغة العربية سنة 2012 للمسابقة وقامت وزارة الطاقة والمناجم مشكورة بقراءة المسودة والتعليق عليه وكان من حظي أني نلت الجائزة الأولى. وأتذكر أنني وقعت على وثيقة تمنعني من التصرف في الكتاب إلا بعد انقضاء مدة ثلاث سنوات ولكن تصوروا أن الكتاب لحد كتابة هذه الأسطر لم يطبع ولم ير النور. و اتصلت بإدارة المجلس مرات ومرات عديدة لمعرفة سبب عدم نشر الكتاب وكانت الأجوبة عير مقنعة. وكان آخر جواب كان سنة 2014، وهو أن البحث سينشر في إطار “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية”.وكما يقال دار لقمان بقيت على حالها. وهنا يطرح السؤال التالي ما دور المجلس الأعلى للغة العربية3.

كل بلدان العالم التي لها سيادة من اليابان إلى كوريا إلى ألبانيا إلى إيران وتركيا مرورا بإسرائيل تصنع القرار تفتخر بلغاتها الأم وتقوم بتدريس كل مناهج التعليم من الابتدائي إلى الجامعي بلغاتها القومية، ولم تتقدم بالاعتماد على لغات أجنبية بل بالاعتماد على اللغة الآم مع الانفتاح على بقية اللغات. ولم بحدثنا التاريخ أبدا عن نجاح تنمية اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية لبلد ما بلغة أجنبية. أما العرب ونقولها بكل ألم وحزن وخاصة المغرب العربي وبالأخص الجزائر فعندما تتلفظ بكلمة “العربية” كأنك نطقت كفرا بحيث يتبادر إلى بعض النفوس الضيقة أن العربية هي المأساة هي البعث، هي الإسلام، هي التأخر هي التطرف هي العنف والإرهاب إلخ… من الأوصاف والنعوت والاتهامات الباطلة بروي الدكتور إسحاق الفرحان عضو مجمع اللغة العربية الأردني أنه حضر بصحبة وزير التربية الأردني حفلا للسفارة الكورية. وأثناء الحديث سأل وزير التربية الأردني السفير الكوري: بأي لغة تدرسون الطب والعلوم والهندسة؟ فلم يجبه السفير للتو فكرر الدكتور فرحان السؤال، ثم أجابه السفير قائلا وهل هذا سؤال يسأل، طبعا بالكورية.

أما قرار تدريس المواد العلمية من رياضيات وفيزياء وكيمياء وتكنولوجيا باللغة الفرنسية بدل العربية، فإذا كان الأمر يخص الرموز فهو كما معروف لدى الدارسين والعلميين أنه هناك رموز لاتينية وإغريقية وكل مدارس العالم وجامعاته يطبق هذه الرموز بحيث أن الطالب الذي يدرس في أي بقعة من العالم يفهم المقصود من هذا الرمز أو ذاك ويبقى الشرح باللغة التي يدرس بها، فإذا كان الأمر كذلك فأنا من مؤيدي هذا الطرح.أما بالنسبة لللغة الأجنبية المستعملة للمساعدة أعتقد أنه لا يختلف عليها اثنان فهي بالطبع اللغة الإنجليزية لغة الانفتاح على كل العلوم واكتساب التكنولوجيات الجديدة. لنذكر السيدة الوزيرة أنه يوجد حاليا أكثر من (5000) خمسة آلاف مجلة علمية تصدر جميعها وبدون استثناء باللغة الإنجليزية. ولا أبالغ عليك إذا قلت لك أن الجزائريين يجدون صعوبة جمة في نشر مقالاتهم العلمية. لذلك أنصحك ومن معك بل وأطلب وأطالب أن تضعوا اللغة الإنجليزية نصب أعينكم وأن تعطوها الأهمية الكبرى والحجم الساعي الضروري لأولادنا بدءا من الابتدائي إلي الثانوي وأن لا تغامروا كما قررتم في تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية. وهذا ليس معناه أننا نحب الإنجليزية ونكره الفرنسية. بل بالعكس بجب علينا أن ننفتح على كل لغات العالم و ندرس أكثر من لغة. اللغة الفرنسية أدت ما عليها في القرنين الماضيين في العلوم والتكنولوجيا وأعتقد أنه حان الوقت لتشجيع طلبتنا المتميزين وإعطائهم كل الدعم المادي والمعنوي أنا كمواطن جزائري غيور على بلدي أطلب من مجلس الوزراء أن يرفض ما قررته السيدة الوزيرة وأخيرا أقول للسيدة بن غبريط كفاك من هذه الخرجات والمساومات والمزايدات على حساب اللغة العربية فهي همزة وصل بين كل الجزائريين فاسترجاعها والحفاظ على مكانتها الأصلية ليس فقط مطلبا وطنيا ولكنه واجب أمام الله والتاريخ والأجيال القادمة وعلى المسؤولين مسؤولية كبيرة في حماية هذه اللغة.أما الذين يريدون أن يكيدوا للغتنا فإننا نقول لهم إنكم تسبحون ضد التيار. 

فالعربية باقية مادامت هذه الأمة مرتبطة بالقران الكريم؛ “وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض” صدق الله العظيم.

2015/08/13 أنظر مقال السيد عبد الحميد عثماني: الشروق اليومي1
أنظر مقال أ.د. أبو بكر خالد سعد الله: الشروق اليومي 31/07/2016 2
أنظر مقال السيد أزراج عمر: العرب 16/10/2015، العد: 100681 3


Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire

الحدث

Fourni par Blogger.

أرشيف المدونة

+G

.

جميع الحقوق محفوضة لدى | السياسة الخصوصية | Contact US | إتصل بنا